ملتقى الإبداع الخليجي يوجه برقيات إلى أصحاب السموّ شيوخ الدولة

وجه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات باسم المشاركين في الدورة الخامسة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي الذي نظمه الاتحاد والذي أنهى أعماله مؤخراً برقية شكر وامتنان وعرفان بالجميل إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على احتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لفعاليات الملتقى، وعلى الحفاوة التي عاشوها خلال إقامتهم على أرض الإمارات الطيبة، والتي زادت من تقديرهم لأبنائها وقادتها. وجاء في البرقية التي نشرها الاتحاد الكتاب في الامارات على حسابه في الفيس بوك أن المشاركين ينظرون بعين الإعجاب والتقدير إلى التجربة الإماراتية التي يقودها صاحب السمو الشيخ خليفة، والتي أصبحت نموذجاً يحتذى في شمولها وعمقها وطموحها، متمنين لسموه ولشعب الإمارات المزيد من التألق والتوفيق.

كما وجه برقية مماثلة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عبر فيها لسموه عن اعتزاز المشاركين وتقديرهم وامتنانهم لما شهدوه من استقبال حافل، وجاء في البرقية أنهم يؤكدون ثقتهم بأن الإمارات كانت وستظل موطناً لقيم الأصالة يعضدها وعي عميق بضرورة مواكبة ما هو جديد ومعاصر، لتكون الإمارات بذلك قد حققت المعادلة الصعبة في الاحتفاظ بالهوية مع انطلاق حر نحو آفاق المعاصرة والحداثة. وتمنوا لسموه ولشعب الإمارات المزيد من التوفيق والنجاح.

ووجه الاتحاد أيضاً برقية مماثلة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات أكد فيها اعتزاز المشاركين بالاهتمام منقطع النظير الذي عاينوه خلال فترة إقامتهم، وعبروا عن تقديرهم البالغ لجهود سموه في احتضان رسالة الثقافة، ورعايتها، والاهتمام بها، وأن اختيار الشارقة لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014 لم يكن من فراغ، فهي ثمرة رؤية عميقة، ونظر ثاقب لسموه. وتمنوا لسموه ولشعب الإمارات المزيد من التوفيق والنجاح.

الصايغ: الملتقى يضم كلمة نهيان بن مبارك إلى وثائقه:

من جهة أخرى أعلن حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد أن الملتقى قرر ضم الكلمة التوجيهية التي أرسلها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إلى وثائق الملتقى، بعد أن حالت ظروف طارئة دون حضور معاليه جلسة الافتتاح وإلقائه الكلمة.

وقال الصايغ: سيتم إرسال نسخ من الكلمة إلى جميع المشاركين في الملتقى، وسنعقد ورشة خاصة في وقت لاحق لمناقشة الكلمة، والوقوف على ما تضمنته من رؤى وأفكار نعتقد أننا بحاجة إلى الاستفادة منها في بلورة الملامح المستقبلية لخططنا وبرامجنا.

وأضاف الصايغ أن الكلمة تضمنت إشارات لا ينبغي تفويتها في مجال العمل الثقافي عموماً، وفي مجال ثقافة الطفل خصوصاً، وهي الثقافة التي كانت عنواناً للملتقى في دورته هذه. ولذلك نجد ضرورة لدراسة هذه الكلمة بغية تفعيل ما ورد فيها، وتحويله إلى برامج عمل.

الزرعوني: التوصيات تحولت إلى مقررات

وعلى مستوى آخر أعلن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ترحيبه بالمقترحات والتوصيات التي تقدم بها المشاركون في الملتقى، حيث أكدت أسماء الزرعوني نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الأمين العام للملتقى أن هذه التوصيات جزء لا يتجزأ من أعمال الملتقى، وقد شعرنا بالسعادة لتلقينا إياها مما يدل على حرص المشاركين على إنجاح الملتقى، كما يدل على تفاعلهم الإيجابي معه. والواقع أن ما تلقيناه قد خرج من حيز التوصيات ليصبح مقررات لا بد من تنفيذها.

وقالت الزرعوني: لقد كان من أهم هذه المقررات:

1ـ أن تتم مخاطبة المؤسسات المعنية بشؤون الطفل والتنسيق معها للوصول إلى صيغ مناسبة في العمل تحقق الأهداف المنشودة الخاصة بتربية الطفل ورعايته وحمايته وتنمية طاقاته.

2ـ يدعو المشاركون إلى إعادة النظر في المناهج الدراسية بما يتواءم وحركة العصر وأصالة القيم الوطنية والقومية.

3ـ يعبر المشاركون عن قلقهم تجاه انحسار مجلات الأطفال من حيث العدد والتواتر في الصدور، فضلاً عن ضعف محتواها.

4ـ يثمن المشاركون منجزات دولة الإمارات في مجال ثقافة الطفل، ويعتزون خصوصاً بتجربة الشارقة من خلال مجلس شورى الطفل لما يمنحه من فرص لصقل شخصية الطفل ودعمها وتعزيز قيم الاستقلال والحرية والإرادة فيها.

5ـ يدعو المشاركون إلى إنشاء هيئة أو مؤسسة على مستوى منطقة الخليج يكون مقرها إمارة الشارقة لرعاية الطفل ومتابعة قضاياه، واختيار الشارقة بالذات يأتي للاستفادة من تجربتها الفريدة في هذا المجال.

6ـ يقترح المشاركون أن تستكمل دورة العام المقبل من الملتقى موضوع ثقافة الطفل، وذلك إحساساً منهم بأن الموضوع يستحق مزيداً من الاهتمام.

7ـ يوصي المشاركون بإيجاد آلية لدعم دور النشر المتخصصة بثقافة الطفل، والتي تثبت جدية في هذا المجال، وتلتزم بالمعايير التربوية والمهنية في عملها.

8ـ يوصي المشاركون بالاهتمام بأدب الطفل للطفل، مؤكدين أنه حقل ما زال بحاجة إلى مزيد من العناية والدراسة.

9ـ يوصي المشاركون بأن تكون الدورات المقبلة مصحوبة بورشات تطبيقية تستقطب قطاعات من المهتمين بالموضوع الذي يعالجه في كل دورة من دوراته.

10ـ يوصي المشاركون بإنشاء موقع إلكتروني خاص بالملتقى لتوثيق أعماله خلال جميع دوراته، ولتوفير بيئة تفاعلية تسمح للمشاركين فيه بإمكانية التواصل بشكل دائم لتبادل الخبرات والتجارب وإغنائها.

وقالت الزرعوني إن الأمانة العامة للملتقى ستعقد قريباً اجتماعاً للبحث في الآليات التي يمكن تنفيذ هذه المقررات بها، كما سيتم تقييم الدورة التي أنهت أعمالها، والوقوف على الثغرات التي شابت أعمالها بغرض تجاوزها مستقبلاً، وسنقوم في الوقت نفسه بالبحث في التحضيرات للدورة المقبلة، وذلك لضمان أقصى حد ممكن من النجاح لها.

النص الكامل لكلمة نهيان بن مبارك:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ، والصلاةُ والسلامُ على أشرف المرسلين ،

ضيوفنا الكرام ،

أيها الإخوة والأخواتُ :

السلامُ عليكُم ، ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ،

أُحييكم ، وأُرحّبُ بكم ، وأعبرُ عن سروري العميق ، لانعقادِ الدورةِ الخامسة ، لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي ، الذي يَتزامنُ هذا العام ، مع احتفالاتنا باليومِ الوطنيِّ الثالثِ والأربعين ، لدولة الإمارات العربية المتحدة ، آمِلاً بإذن الله ، أن يكونَ هذا الملتقى ، على قدرِ الآمالِ والتوقعات : مجالاً لبناءِ واستمرار ، علاقاتِ الأُخُوَّةِ والصداقة ، بين الأدباءِ والكُتّاب والمُبدِعين ، في دول الخليج ، إلى جانبِ كَوْنِه ساحةً مواتية ، يتجسّدُ بها ومِن خلالِها ، حرصُنا جميعاً ، على تنميةِ رُوحِ الإبداعِ والابتكار ، في ثقافةِ الطفلِ الخليجيّ ، في هذا العالم ، الذي يَتغيّرُ من حولنا ، وبصفةٍ مُستمرة .

يُهِمُّني في البداية ، أنْ أُؤكّد ، أنّ موضوعَ هذا الملتقى ، إنما يتفق تماماً ، مع الاهتماماتِ المُكثَّفَة ، التي تُوليها دولتُنا الناهضة ، بقيادة صاحب السمو الوالد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة ـ أعزّه الله ، ومتّعه بموفور الصحةِ والعافية ، على طريقِ العنايةِ بالطفل ، والتخطيطِ الأمْثَلِ والرشيد ، لِحاضرِه ومستقبلِه ، باعتبارِ أنَّ ذلك، هو المُنطَلَقُ الرئيسيّ، لتحقيقِ تنميةٍ بشريةٍ سليمة ، تُشكِّلُ الركائزَ الأساسيةَ والجَوْهَريَّة ، لمسيرةِ الوطن ، والنهوضِ به ، وعلى كافةِ المستويات .

إننا على قناعةٍ كاملة ، بأنَّ تربيةَ الأطفال ، وتَثْقيفَهم ، والاهتمامَ بهم ، إنما تأتي على رأسِ كافةِ الأَوْلَوِيّات ، في أيِّ مجتمعٍ ناجح ، ولا غرابةَ أنْ نَسمعَ الكثيرين يقولون : ” حَدِّثْني عن أطفالِ أيِّ أُمَّة ، أُحدِّثْكَ عن ماضيها ، وأَصِفْ لَكَ حاضرَها ، وأُنْبِئْكَ بمستقبلِها ” ـ إلى هذا الحدّ ، تَبلُغُ أهميةُ الأطفال ، في حياةِ الأُمَمِ والشُّعوب ، كما يَتّضحُ الارتباطُ الوثيق ، بَيْنَ درجةِ تَقدُّمِ الأُمَّة ، ودرجةِ اهتمامِها بأطفالِها ، وبالذات ، في مجالِ التربيةِ والثقافة .

إنَّ اجتماعَكم اليوم ، أيها الإخوةُ والأخوات ، هو دليلٌ قويّ ، على أنَّ جميعَ دولِ الخليج ، تُشاركُ الإمارات ، في الحرصِ على رعايةِ الأطفال ، وتوفيرِ سُبُلِ الثقافةِ لهم ـ بل إنني أُؤكد ، أنّ هناك بفضلِ الله ، رؤيةً واضحة ، في جميعِ هذه الدول ، تَهتمُّ كثيراً ، بتنميةِ الوظائفِ الفكريةِ والاجتماعيةِ للطفل ، إلى جانبِ تهيئةِ مُناخٍ ثقافيّ : مُلائمٍ وهادف، يُنمّي لديْه وباستمرار : روحَ الإبداع ، والتميز ، والابتكار .

إننا نَسعَى في دُوَلِ الخليج ، إلى أنْ نُعمِّقَ في نُفوسِ أطفالِنا ، الهُوِيَّةَ العربيةَ والإسلامية ، وأنْ نُنَشِّئَهم ، على حُبِّ الخيْر ، لأنفسِهم ، وللآخرين ، كما أنَّ لديْنا طموحاتٍ كبيرة ، في أنْ يَصِلَ أطفالُنا ، إلى كلِّ ما نَرجوه لهم ، من نجاحٍ في الدراسة ، وتَفوُّقٍ في المَواهب ، وتَميُّزٍ في الصَّداقاتِ البَنّاءةِ والمُفيدة ـ إنّ حرصَنا كبير ، على أنْ يَتسلَّحَ كافةُ أطفالِنا ، بثقافةٍ هادفة ، تُعينُ على تكوينِ شخصياتٍ سَوِيَّة ، وتكونُ قادرةً تماماً ، على حُسْنِ التصرُّف ، في مُواجهةِ كل التحديات .

إنّ أطفالَنا في الخليج ، بحاجةٍ ماسّة ، إلى حريةِ التفكير ، وتنمية الخيال ، والقُدْرةِ على البحثِ والاكتشاف ، كما أنَّ أطفالَنا كذلك ، حين تَتوافرُ لهم مواردُ تربويةٌ وثقافيةٌ مُلائمة ، وحين تتوافرُ لهم أيضاً ، بيئةٌ صالحة ، ومجتمعٌ آمنٌ وواعٍ ، يُحافظُ على لُغتِه ومبادئه وتراثِه، فإنهم ينْشأون على الفضيلة ، والإيمان، والالتزام ، وهي الصفاتُ الحَميدة ، التي نَسعَى جاهدين ، إلى تنميتِها، وتأكيدِها على الدوام .

إنه وكما يُشيرُ جدولُ أعمالِ هذا الملتقى ، فإنَّ تحقيقَ هذه الأهداف ، إنما يتطلبُ التَّضافُرَ القويَّ من الجميع، والعملَ المشترك، من كافةِ قِطاعاتِ المجتمع : الأسرة ، المدارس والمعلمون ، الدعاةُ ورجالُ الدين ، وسائلُ الإعلام ، المسرح والسينما ، الكُتابُ والأدباءُ والمُبدِعون ، إلى جانبِ القائمين على التقنياتِ الحديثة، بل وحتى مراكزِ التسوّق ، والبنيةِ العامّةِ في المجتمع : يعملُ الجميعُ معاً، من أجلِ الهدفِ الكبير ، وهو تَنشِئةُ الجيلِ الجديد ، والأجيالِ اللاحقةِ له أيضاً ، ليكونوا قادةَ الغَد ، ورُوّادَ المستقبل .

إن تركيزَكم ، أيها الإخوة والأخوات ، على موضوعِ ثقافةِ الطفل ، إنما يُجسِّدُ رؤيتَكم الثاقبة ، في أنَّ الثقافةَ بطبيعتِها ، تَمَسُّ كلَّ ما يقومُ به الفرد : بيدِه وعقلِه وقلبِه ، كما أنها في الوقت نفسِه ، عاملٌ مهم ، في تشكيل حاضر هذا الفرد ، ومستقبلَه .

واسمحوا لي في هذا المجال، أنْ أُشيرَ بإيجازٍ شديد، إلى عددٍ من الملاحظات :

الملاحظةُ الأولى : والحديثُ عن الثقافة ، فإنَّ نقطةَ البَدءِ كما تَعلمون ، هي الاهتمامُ بالقراءةِ والكتابةِ لدى الطفل، لأن ذلك ، هو المَدْخَلُ الصحيح ، لأمورٍ إيجابيةٍ كثيرة ، في تنميةِ الطفل، أهمُّها : سَعَةُ الأُفُق، الاعتزازُ بالرأي ، والمشاركةُ والتفاعل ، مع أصدقائِه ومجتمعِه .

في نطاقِ هذه الملاحظة ، أودُّ الإشارةَ إلى نقطةٍ مهمة ، تتلخَّص ، في أنَّ غالبيةَ كُتُبِ الأطفالِ العربية ، لازالت مُترجَمةً عن لغاتٍ أجنبية ـ هذا أمر ، يحتاجُ إلى مُراجعة ، لأنَّ تلك الكُتبَ الأصلية ، قد صَدَرت لأطفالٍ آخرين ، لهم ظروفُهم الخاصة ، والتي قد تَختلفُ عن ظروفِ أطفالِنا في الخليج ، خاصةً حين نُلاحظُ أيضاً ، في هذه الكُتُب ، أنَّ نصيبَ القراءةِ فيها ضئيل .

الملاحظةُ الثانية : هي أنَّ الثقافة، منظومةٌ عامّة ، تشملُ كافةَ شؤونِ الحياة، وهي بذلك ، لا تقتصرُ على القراءةِ وَحْدَها، ومع هذا ، يَظلُّ للقراءة ، مكانتُها الأولى ، التي تتطلب حرصاً واهتماماً كبيرين ، باختيارِ نصوصِ القراءةِ للطفل ، والأخذِ بأنشطةٍ تُساعدُهم عليها ، كالرَّحَلات ، ومشاهدةُ الأفلامِ الهادفة ، ومتابعةُ الصورِ والرسوم ، والاستماعِ إلى القِصصِ والتمثيل ـ إنَّ عليْنا ، أنْ نُعَوِّدَ أطفالَنا ، على تنميةِ الخيال ، لأنَّ التحليقَ في الخيال ، هو الذي يُنشِّطُ لدى الطفل ، مهاراتِ التفكيرِ والتعبيرِ معاً ، وهما أرقَى ما تَصِلُ إليه : ثقافةُ الطفل ، وبصفةٍ أساسية .

الملاحظةُ الثالثة : تتعلقُ بالمسؤوليةِ الكبرى ، التي يتحمَّلُها المؤلفون ، والقائمون بإعدادِ الموادِّ الثقافيةِ للأطفال ـ هؤلاء ، عليهم أن يُراعوا جيداً ، مراحلَ النموِّ لدى الطفل ، وقدراتِه اللُغويةِ والمَعرفيةِ والوُجدانية ـ عليهم أن يُراعوا : الاختلافَ في الاهتمامات ، بين الأولادِ والبنات ، وأن يتواصلوا مع المدارسِ والمُعلِّمين ـ عليهم ، أنْ يُساعدوا الطفل ، في التعرُّفِ على تراثِه وتاريخِه ، والاعتزازِ بهُوِيَّتِهِ الوطنيةِ والقومية ـ عليهم كذلك ، أن يُنتِجوا موادَّ تعليمية ، تربِطُ الطفلَ بأسرتِه ، وبأقرانِه ، والتكيُّفِ مع بيئتِه ـ عليهم كذلك ، إنتاجُ موادّ ، تربِط الطفلَ بالعالم ، وتُؤكّدُ لديه ، أنه عضوٌ مُشارك ، في مسيرة الجنسِ البشريِّ كلِّه .

الملاحظةُ الرابعة : لا نَنْسَى أيضاً ، أهميةَ الإفادةِ القُصْوَى ، من التقنياتِ الحديثة ، والاختراعاتِ المُتوالية ، التي تُزوِّدُ الأطفالَ في هذا العصر ، بآلياتٍ جديدةٍ ومُشَوِّقة ، للقراءةِ والكتابة ، والحصولِ على المعلومات ـ التقنياتُ المقروءةُ والمسموعةُ والمرئية ، تشتملُ على كلِّ ما يُنمّي خيالَ الطفل ، وتُؤدِّي في الوقتِ ذاتِه ، إلى توسيعِ مَدارِكِه ، وآفاقِ وَعْيِه ، وفي كافةِ المجالات .

الملاحظةُ الخامسة : عن دَوْرِ المدارسِ والمَكتبات ، وأماكنِ التجمعِ الأخرى للأطفال ـ إن للمدرسةِ أو المكتبة ، دورٌ أساسيّ ، في إغناءِ ثقافةِ الطفل ، واكتسابِه مهارةَ التعبيرِ والحِوار ، كذلك لا نَغفَل عن : دَوْرِ الإرشادِ والنُّصْحِ والتوجيه ، من جانب كلِّ مَن له عَلاقة ، بتثقيفِ الطفل ، والاهتمامِ به ـ إنه من المهمِّ كثيراً ، وجودُ أماكنَ آمِنة ، ومُرشدين مُخلصين، حتى يتحققَ للطفل : كلُّ ما نَرجوه له ، من اكتِساب : ثقافةٍ وطنية : مفيدةٍ وفاعلة .

إننا أيها الإخوة والأخوات ، حريصون تماماً ، على أن تكونَ ثقافةُ أطفالِنا، مرتبطةً دائماً ، ببيئتِهم ، بتراثِهم ، بهُوِيَّتِهم ، في هذا العالمِ المُتغير ، وذلك ، في إطارٍ من الوعيِ والانفتاح ، على العالم ، كي يعتادوا بإذنِ الله ، على أن يكونوا قادرين ومُؤهَّلين ، لِصُنْع مستقبلِهم ، والمُشاركةِ أيضاً ، في تشكيلِ مسيرةِ أوطانِهم ، بوعيٍٍ وثقافة ، وإدراكٍ عميق ، لكلِّ ما حولَهم ، وبصورةٍ مُتفائلةٍ ومُستنيرة .

في ختام كلمتي ، أُكرِّرُ تَحيَّتي لكم جميعاً ، وأُرحِّبُ بكم ، في الإمارات العربية المتحدة ، بلدِكم الثاني ، آملاً النجاحَ والتوفيق ، لهذا المُلتقَى المُهمّ ، وكُلِّي ثقة ، في أنه سيُؤتي ثِمارَه ، ويُحققُ أهدافَه ، على النحوِ المأمول ، وبإذنِ الله .

أَشكرُكم ،، والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .


شارك هذا:

admin