استضافت الجلسة الأولى لفعاليات ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي ظهر أمس، ثلاث تجارب إبداعية لها خبرتها الطويلة في الكتابة للأطفال، وهم: عبد الحفيظ الشمري من السعودية، ود .فريدة خنجي من البحرين، ومحمد الهنائي من سلطنة عمان، وأدارت الندوة رئيسة قسم الإعلام في دائرة الثقافة والإعلام عائشة العاجل .
وافتتحت العاجل الندوة التي جاءت بعنوان “ثقافة الطفل والفضاء الإلكتروني”، بورقة توقفت فيها عند أبرز المحاور التي تتعلق بثقافة الطفل في ظل المتغيرات السريعة للمجتمع من حوله، وقالت: “الطفل مازال يترنح بين عوالمه الافتراضية وبين واقعه المتموضع في بيئات تشكله الأولى، تلك التي شكلت صورته ونمط تفكيره البكر، إضافة إلى فضائه الإلكتروني الذي شكل أصابعه ونظرات عيونه ومسارات التفكير المرتحل في فضاء الخيال، حيث نجده اليوم مرتبطاً بالآلة لحد التوحد، والالتحام، وما زالت صورته هجينة، بالنسبة لذاته أو للمحيط” .
وقدم المشاركون شهادات حول تجاربهم الإبداعية، بعد أن تعذرت مشاركة د .محمد يحيى الحمصاني، الذي كان من المفترض تقديم ورقة بحثيه حول عنوان الجلسة، أعقبتها شهادات المبدعين، وتقديم المقاربات .
واستهل الشهادات الكاتب عبد الحفيظ الشمري، بقوله: “مع مراحل التعليم الأولى في السعودية لاسيما التعليم النظامي، بزغت فكرة مادتي “الرسم” و”التعبير” في المناهج النظامية قبل عقود، إلا أن هذه الأفكار لم تحقق أهدافها فيما يبدو، نظراً للتدخل سابقاً في هاتين المادتين، ما تسبب بتهميشهما وجعلهما غير فاعلتين، ولا تدخلان في التقييم النهائي، حيث تم اختزالهما في وضع هامشي” .
وأضاف: “أن هذا الأمر يعد سبباً حقيقياً لقلة الإنتاج الأدبي للأطفال، أو ندرة شغفه بالقراءة والرسم والتلوين بشكل واضح، والسبب قد يعود إلى نمطية التناول على مدى عقود، حتى انعكس على مسيرة التأليف الأدبي في المجال المتعلق بالطفولة، فأصبح الكتّاب يعزفون عن تقديم ما لديهم من أفكار في مجال ثقافة الطفل” .
وقدمت د .فريدة خنجي في ورقتها استعراضاً للعوامل والظروف التي جعلت منها كاتبة وكيف استفادت من تجربتها الحياتية وتلّمسها لواقع المتغيرات التي تهدد الطفل لتختار الكتابة القصصية مساحة لها، وقالت: “لا شك أن القدرة على الكتابة تبدأ من الرغبة في القراءة، فالرغبة في القراءة هي نقطة البداية، وأنا كنت أقرأ كل شيء يقع في يدي بشغف ونهم وكان جو البيت يساعد كثيراً على القراءة، حيث كان لأبي مكتبة كبيرة فيها الكثير من الكتب المتنوعة” .
واختتمت الجلسة بمشاركة الكاتب العماني محمد الهنائي، حيث استعرض تجربة وعيه وانفتاحه على الكتابة المسرحية والعوامل التي شكلت عوامل الكتابة والصورة لديه فقال: “كنت أراقب أخي وأصدقاءه وهم يتدربون يومياً استعداداً لاحتفال فريق القرية باليوم الوطني للسلطنة، وكانوا في كل عيد يقدمون عرضين مسرحيين وأناشيد وقصائد، وكانوا يمنعوننا من الدخول ومشاهدتهم وكنا نصعد إلى سطح بيتنا ومنه نقفز إلى سطح البيت المستأجر نتلصص على التدريبات ويكون حظنا كبيراً لحظتها حين تكون التدريبات في حوش البيت أما إن كانت في حجرة من حجراته فنكتفي بسماع الحوارات تاركين العنان لخيالنا كي يتصور الحركة التي يقوم بها الممثل” .