تقرير حال الحريات في الوطن العربي

الصادر عن المؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
أبو ظبي: 24- 29 كانون أول/ ديسمبر 2015

لأن الحرية والتحرر والإبداع أفعال متلازمة لضمان حياة بشرية كريمة، فقد كان طبيعيًّا للمؤتمر العام السادس والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وفي ظل ما تشهده الأقطار العربية من تطورات وأحداث، وانسجامًا مع التقليد الذي أرسته المؤتمرات السابقة، أن يتوقف عند أزمة المفاهيم وحقوق الإنسان والحريات العامة، إذ قدم خيرة من كتاب وأدباء ومفكري الأمة عصارة تجاربهم النظرية والعملية لما عليها الحريات العامة وما يجب أن تكون عليه.
وبعد استعراض مجمل التقارير الواردة من الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات أعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يمكن استخلاص ما يأتي:
1- استغلال العدو الصهيوني للأحداث الجارية في المنطقة لتحصين إرهابه الفكري والجسدي واتباع أسلوب القتل الميداني اليومي، والتدمير الممنهج، والتضييق على الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة عن أرضهم، وبالأخص عن مدينة القدس.
2- تغليب المفهوم الأمني على مفاهيم الحرية محاولةً لرد الهجمة الإرهابية، ولحماية المجتمعات والدول، من خطر الجماعات الظلامية التكفيرية، مع الإشارة إلى أن كثيرًا من أنظمة الحكم العربية، ترتاح في الأصل والأساس إلى هذا النمط من التعامل السياسي مع المبدعين والمفكرين والأدباء والكتاب.
3- استباحة الجماعات التكفيرية الظلامية للإنسان العربي ولكل ما يرمز إلى الحضارة العربية والإنسانية الأصيلة، فأعمال القتل لا تترك طفلاً ولا شيخًا ولا رجلاً ولا امرأة ولا كاتبًا ولا مفكرًا. وهي بذلك تقدم أفضل التبريرات لأعداء الأمة وللطامعين في نهب ثرواتها وخيراتها وجعلها مطية لمصالحهم.
4- ضيق الأفق عند بعض الجماعات والقوى الدينية، إذ بدل اللجوء إلى الحوار مع المبدعين كتابة أو شعرًا أو فنًّا، فإنهم يحاولون إرهابهم وتكفيرهم بالادعاء عليهم أمام القضاء بذريعة ازدراء الأديان، وذلك ينم حقيقة عن تقصير أو فساد بعض هذه المقامات.
5- لجوء بعض الأنظمة والمؤسسات الإعلامية إلى تكميم أفواه الإعلاميين أو إلى منع وسائل إعلامية معينة من البث الفضائي، على الرغم من وفرة القنوات الإعلامية التي تبث الحقد والفرقة والضغينة بين أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد.
إزاء كل ذلك فإن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يؤكد على ما يأتي:
1- رفض التعرض لأي كاتب أو مدون أو أديب تحت أي ظرف ومن أي جهة سلطوية كانت أو مجموعة متطرفة تكفيرية أو قوة احتلال وسيطرة.
2- الدعوة إلى مقارعة الكلمة بالكلمة، والحجة بالحجة، حيث إعلاء كرامة الإنسان واحترام حقوقه، وأولها حرية الفكر والمعتقد.
3- الدعوة إلى إطلاق سراح الأدباء والمفكرين والكتاب، إذا كان احتجازهم ناتجًا فقط عن نتاج أدبي أو فكري قدموه، أو رأي أبدوه، فإن الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية، ولا ديمقراطية بدون حرية الكلمة.
4- إعادة النظر في الإجراءات التعسفية بحق مؤسسات إعلامية. فالإعلام والتربية صنوان في بناء الإنسان ومراقبة الحكومات وشحذ الأفكار وتأصيل الإبداع.
5- إدانة ما تقوم به الجماعات المسلحة المتمثلة في داعش والقاعدة والحوثيين، لما تمثله أفعالهم من إسقاط لقيمة الإنسان، وجراءة على دمه.
أما في الإجراءات فثمة قرار لدى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لتنسيق الجهود مع اتحاد المحامين العرب لتوفير أفضل الضمانات للحريات العامة، وللدفاع عن المعتقلين.
ويؤكد المشاركون مرة أخرى تمسكهم بمواقفهم المبدئية والثابتة للدفاع عن حرية الأدباء والكتاب حيثما وجدوا، والتأكيد دائمًا على أنه لا شرط على الحرية إلا المزيد منها.


شارك هذا:

admin

اترك تعليقك