جديد اتحاد كتاب الإمارات لليل طائره.. وللنهار المسافات لناصر الظاهري

“هي حقيبة مسافر لا تخلو أبداً.. هي ذاكرة مسافرة من بلد إلى بلد، فيها الكثير غير أنها ليست ثقيلة كحقائبه ابداً! وذات بعد إنساني، وتغوص بعيداً في المدن، وعميقاً في الأشياء، وفي الروح، متعبة للغاية لأنها تنحت في اللغة، وتنبش في المفردة، وتستقرئ الحالات، قد يجد القارئ نفسه ضمن تفاصيلها، ولو كانت أموراً شبه شخصية وحميمية، وتحمل همّاً خاصاً جداً.. لكننا نتشابه قليلاً أو كثيراً، ثمة نقاط تقاطع تجمع خطوات الأقدام، ورؤى الأحلام ورؤياها، ولو أننا نمنا في أسرةٍ مختلفة!”.

بهذه الكلمات يعرّف الأديب الإماراتي ناصر الظاهري بكتابه الجديد (لليل طائره.. وللنهار المسافات) الصادر مؤخراً عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

والكتاب، وإن صنف كما جاء على الغلاف ضمن (أدب الرحلات)، فإنه يأخذ هذا النوع من الكتابة بعيداً عن حدوده المألوفة، لتصبح الرحلة تطوافاً في المكان، كما هي تطواف في الزمان والمخيلة والإحساس، فلا يعود النص مجرد توثيق لوقائع وأحداث، بل يتحول إلى مدونة عريضة تتسع للحالة الإنسانية بكل أبعادها، فثمة مشاهدات وذكريات وملاحظات، جنباً إلى جنب مع الهواجس والانفعالات الطارئة والأحلام وكل ما يتصل بالحالة الإنسانية في علاقتها مع العالم.

يضاف إلى ذلك الأسلوب الذي خرج به الكاتب أيضاً عما هو مألوف في سرديات الارتحال، ليكون تركيباً حيوياً تمتزج فيه الجملة التقريرية الواصفة بالجملة الشعرية المشحونة عاطفياً، والمتحررة من اشتراطات الدقة والموضوعية، في جنوح نحو الخيال، أو غوص نحو التحليل والتأمل.

كل ذلك موزع على مئة وستة وعشرين فصلاً تمتد على 370 صفحة هي صفحات الكتاب، ومعنى ذلك أنها فصول قصيرة تتراوح بين الصفحة والنصف والصفحات الثلاث أو الأربع. فالكتاب إذاً ومضات والتقاطات تقتصر على مواقف جزئية سريعة مرت بالكاتب في كل رحلة من رحلاته، ما قد يجعل نصوص الكتاب أقرب إلى عالم القصة القصيرة الذي قدم منه الظاهري أصلاً.

صمم غلاف الكتاب الفنان علي الجاك، وتصدرته لوحة للفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم.


شارك هذا:

admin