أوراق تناقش الحداثة والأصالة في الإبداع

شهد اليوم الثاني من ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي جلسة صباحية أولى في فندق أريانا في الشارقة، أدارها الدكتور عمر عبد العزيز وكان محورها “الرواية الخليجية وسؤال المستقبل”، وقدم فيها الباحث الإماراتي علي العبدان ورقة بعنوان “البحث في الماضي من أجل المستقبل، رواية “سلام لهاني نقشبندي نموذجاً”، وانطلق العبدان في معالجته من أن أسئلة المستقبل ترتبط بالحاضر، وما يموج فيه من أفكار ورؤى، وترتبط كذلك بالماضي وما كان سائداً فيه من أفكار أسست شخصية المجتمع الحاضر، ومن هنا فإن وجهة نظر الإنسان أو المجتمع في الماضي وفي اللحظة الحاضرة هي التي ستحدد مستقبله، وقال العبدان: إن العرب منذ بدايات النهضة عاشوا حواراً مستمراً واضطراباً متواصلاً بين فكرتي الأصالة والحداثة، نتج عن هاتين الفكرتين وجود معسكرين على الدوام يتصارعان، وكل واحد منهما يتشبث برأيه ولا يقبل النقاش، وقد انعكس ذلك على الكتاب، فكان منهم من يمجد الماضي، ويتشبث به، ومنهم من انخرط في حداثة تغريبية ولم يقبل النقاش .

ورأى العبدان أن مهمة الروائي ليست أن يصطف في صف معين، بل هو مطالب بطرح الأسئلة العميقة، والبحث في الموروث بتجرد، ومساءلته .
الكاتب جمال جبران من اليمن تحدث في ورقته عن “المهمل والهامشي في روايات علي المقري”، فقال: إن قيمة هذا الروائي اليمني تكمن في كونه لم يهبط على الرواية من طبقة مرتفعة، بل جاء من القاع ذاته الذي يغترف منه موضوعاته، من الطبقات الضعيفة والهامشية، ومنه استطاع أن يعبئ ذاكرته بحكايات ومشاهد ونماذج بشرية لافتة وذات أبعاد دلالية متعددة، وضرب جبران مثلاً بروايات المقري “طعم أسود، رائحة سوداء”، و”اليهودي الحالي” و”حرمة”، تلك الروايات التي نزع فيها القشرة التي تغطي واقع طبقات وفئات بشرية مهمشة، ومستضعفة، كان الحديث عنها محرماً كما قال .
الجلسة شهدت أيضاً شهادات أدبية بدأها الكاتب اليمني صالح باعمر وركز فيها على تأثير المكان في تكوينه، فمن بيئة المكلا الريفية البحرية وحكايات أهلها إلى الكويت التي فتحت له باب الكتابة، والنشر، وآذنته بدخول العصر الجديد من باب واسع، ثم إلى حضرموت بصخبها وناسها والأفكار الجديدة التي تمور فيها .
الكاتبة الإماراتية ريم الكمالي تحدثت عن تجربتها في كتابة روايتها الوحيدة “سلطنة هرمز”، التي تحكي عن المجتمع الخليجي في القرن السادس عشر من خلال أحداث وقعت في سلطنة هرمز مع غزو البرتغاليين للمنطقة، وفسرت الكمالي لجوءها إلى التاريخ بأنه يسمح للمرء بأن يقول ما يشاء ويناقش الأفكار ويسائل الوجود، دون الوقوع في مطبات الواقع الحاضر، فأسئلة الإنسان هي هي على الدوام، تتغير الكيفيات والأوضاع ولا يتغير الجوهر .
الإماراتية فتحية النمر قالت: إن انجذابها للرواية جاء بسبب حبها للوقوف على التفاصيل الدقيقة، فقد بدأت كاتبة قصة قصيرة، لكنها لم تجد فيها ما يلبي طموحها في الشرح والتدقيق، فاتجهت إلى الرواية، وكان اهتمامها بالقص عموماً نابعاً من تكوينها .
ورأت خليفة أن الكاتب الخليجي يتلقى الثقافة من كل المصادر ومن كل مناطق العالم، عربية وغربية وشرقية، ولا بد لهذا التلقي أن يؤثر في كتابته .


شارك هذا:

admin