شهادات وبحوث تناقش آفاق الرواية الخليجية في الألفية الثالثة

احتضن النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، فعاليات اليوم الثاني لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، في دورته الرابعة، بحضور لافت من الكتاب والشعراء والنقاد، وذلك خلال جلستين مسائيتين متتاليتين، قدمت فيهما بحوث وشهادات لعدد من الروائيين والروائيات، وقد أدارت الجلسة الأولى التي خصصت لمحور بعنوان “الرواية الخليجية وتحديات الواقع”
الكاتبة الإماراتية صالحة غابش التي سلطت الضوء على السير الإبداعية للمشاركين في الجلسة، ثم قدم د . خالد اليوسف- السعودية بحثاً في هذا الإطار، تضمن مدخلاً إلى عالم الرواية في السعودية، وإشارة لأسماء الروائيين الأوائل من أمثال: سعد الدوسري “في الرياض نوفمبر1992” غازي القصيبي في شقة الحرية 1994- عبده خال في “الموت يمر هنا” 1995 وعلي الدميني في “الغيمة الرصاصية” 1997 وتركي الحمد في “ثلاثية أطياف الأزقة المهجورة” 1997 وزينب حنفي في “الرقص على الدفوف” ،1998 ليشير إلى أن التسعينات كانت بداية مولد الروايات التي قاربت بين المجتمع وعالم الرواية، ورأى أن الألفية الجديدة، كانت على موعد احتفالي مع الرواية السعودية، كماً وكيفاً، إذ بدأ النمو الكتابي بفعالية عالية وقدم إحصائية للروايات منذ مطلع الألفية الثالثة وحتى ،2011 حيث ارتفع الرقم من 48 رواية في العام 2000 إلى 100 رواية في العام ،2011 ورأى أن مرحلة العقد الثاني من هذه الألفية جاءت أكثر عطاء، وأغزر إنتاجاً ونشراً، وقدمت د . فاطمة الشيدي بحثاً بعنوان “الرواية النسوية العمانية: ملامح السرد . . وصورة المجتمع، بينت فيه أن الرواية النسوية العمانية جاء متأخراً جداً، قياساً بالشعر، إذ صدرت في العام 1999 أول رواية عمانية وهي “الطواف حيث الجمر”، ثم توالت بعدها أعمال عدد من الكتاب وهي: “منامات” لجوخة الحارثي 2004- “أيام في الجنة” لغالية آل سعيد 2007- “سنون مبعثرة” لغالية لآل سعيد 2008- “حفلة الموت” لفاطمة الشيدي 2009- “العصفور الأول” لأزهار أحمد 2009- “الأشياء ليست في أماكنها” لهدى الجهوري 2010 – “سيدات القمر” لجوخة الحارثي ،2010 وتوقفت عند صورة المرأة التي تعاني القهر والظلم الاجتماعي، وتحاول التمرد على تلك الظروف، عبر الروايات التي تعكس مستويات الظلم والقهر والتمرد الأنثوي في ذلك الوقت، حيث تظهر فيها المرأة صورة المقهورة اجتماعياً، والمغلوبة على أمرها، والقائمة على اعتبار أن الأنثى إنسان أقل شأناً .

وقدمت الكاتبة لولوة المنصوري- الإمارات، شهادة بعنوان “الظل حقيقة والضوء خرافة” كتبتها بلغة جذابة، وهي تطرح تساؤلها: كم كان عمركذبتي الأولى التي هربتها في كراسة الإنشاء المدرسية؟، لتقول: “لا أعلم بالتحديد”، ولتواصل الاعتراف قائلة: “أذكر صمتي الطويل عن محادثة الصفحة البيضاء الفارغة، عجزي عن نسج حكاية مدهشة تصدقها المعلمة بأني وحدي من كتبها، وأن رأسي مسؤول عنها، كي تتحدث عن محفزات الكتابة، والجدة، جدتي التي كانت تسرب أسرار البلدة في النهار، وتقول “خرافة ياناس”، والناس يستميتون على الخرافة النهارية، راحت بمكرها الحكائي تبيع الخرافة مقابل كومة من طين وحجارة تأكلها وجدي” . .إلخ .
وقدمت جوخة الحارثي- سلطنة عمان شهادة بعنوان “ممر داخلي للروح”، تحدثت فيها عن تجربتها في كتابة روايتها “سيدات القمر”، فرأت أن الكتابة كانت الرحم والمخزن واللسان المقطوع، أفرغ من أطروحتي، أنوم طفلتي، وأدخل في الرحم السري الذي سيمدني بالحياة ويدفئني لأتحمل الصقيع، كتبت فصلاً وراء فصل، أستلهم الصور البعيدة، والألوان الصاخبة، والحكايات القديمة . .إلخ .
وبدورها قدمت الكاتبة بشاير محمد – السعودية شهادة بعنوان “بين متعة الشعر وجمال السرد” وقالت: “بدايتي كانت مع الشعر، وإن هناك فرقاً بين الشعر والرواية عندي، فأنا لا أطلب الشعر، بل هو من يأتيني ويباغتني، لكنني وفي أحايين كثيرة أجد نفسي هاربة منه إلى السرد”، وأضافت: “إذا كانت اللغة تعبر عن هوية السارد، فهي تعطي انطباعاً عن هوية القارئ أو المتلقي المتوقع أو المفترض، واختتمت شهادتها قائلة: والآن أعد عملاً روائياً جديداً، وألملم أشتات ديواني الثاني حتى لا يتهمني الشعر بعدم الوفاء” .
الكاتبة ميسلون هادي قدمت شهادة بعنوان “أتمنى أن أكون غوغلاً لبغداد”، ومما جاء فيها: أكتب الرواية عادة بثلاث مسودات على الأقل، وأحذف كثيراً أثناء المراجعة الأخيرة والصعوبة كل الصعوبة، هي أن تعرف ماذا تحذف وأن تكون جريئاً في الحذف، أي أن تكتب بالشوكة والسكين وتمحو بالمغرفة، فهناك الكثير مما تم جمعه أثناء الشروع بكتابة الرواية، وهناك المعلومات، والأمثال، والخرافات، والطرائف إلخ .
وعالجت الجلسة الثانية محوراً خاصاً بعنوان “الرواية الخليجية وتحديات الفن” أدارها د . صالح هويدي الذي قدم مدخلاً لموضوع المحور، ثم سلط الضوء على السير الإبداعية للكتاب والكاتبات المشاركين والمشاركات .
قدم ناصر الملا- الكويت، بحثاً بعنوان “الرواية الخليجية وأسئلة المستقبل”، حيث طرح أسئلة حول واقع الرواية الخليجية، وقد إذ شكك من خلالها بقيمة المنجز الخليجي في مجال الرواية بل وبمنجزها النقدي، ثم تحدث عن عدد من المعوقات التي تحول دون ظهور المنجز الإبداعي الروائي بالشكل المطلوب، ومن أبرزها الرقابة، إضافة إلى تراخي المؤسسات الثقافية والإعلامية في دعم المبدع، وتضييق الخناق على الكاتب .
وقدمت الجوهرة القويضي شهادتها بعنوان: “شهادة التجربة الروائية”، تحدثت عن بداياتها الأولى في الرياض، عندما بدأت النشر في سن مبكرة، في الصحف والمجلات، كما أشارت إلى دور أبيها في تشجيعها على الكتابة، وقد انتقلت بصحبة زوجها إلى الكويت، لتكون على حد قولها “نجدية الجذور كويتية الهوى والجنسية”، وقالت: صحيح أنني انتقلت من دلال إلى دلال، إلا أنني ممنوعة من النشر إلى أن تمردت على واقعي، وبدأت النشر، ثم راحت تتحدث عن مجموعتها الشعرية الأولى “مسافات ود” التي لم توزعه، كما توقفت عند مجموعتها القصصية “غواية الآخر” .
الكاتب سليمان المعمري قدم شهادة بعنوان “البحث عن الجرثومة العجيبة” استعرض فيها تجربته مع الكتابة منذ طفولته، وحتى اللحظة الحالية، على اعتبار الكتابة رداً على حالة الخجل، والعجز عن مواجهة من حوله، وتميزت بسخريتها، وطرافتها، دون أن ينسى ذكر أسماء محيطه الأكثر تأثيراً فيه، ومنهم الجد، والأم، بالإضافة إلى بعض الكتاب، ومنهم يوسف السباعي، ونجيب محفوظ على نحو خاص .
وقدمت رانيا مأمون -السودان، شهادة بعنوان “الفن . . الخيل الرابح”، توقفت عندها عن موقفها من الكتابة، كحالة من حالات التأمل في الذات والآخر والعالم، ثم استعرضت بعض أعمالها الروائية، “فلاش أخضر” ،2006 و”ابن الشمس” 2013 التي انشغلت بقضية المشردين .


شارك هذا:

admin